عن حبة وسواء ابني خالد رضي الله عنه أنهما أتيا رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يعمل عملا يبني بناء ، فلما فرغ دعانا فقال : " لا تنافسا في الرزق ما تهزهزت رءوسكما ، فإن الإنسان يلده أمه أحمر ليس عليه قشر ، ثم يعطيه الله ويرزقه " .
أخي المسلم : في هذه " الوصية " يطمئن النبي صلي الله عليه وسلم الناس بأن الرزق يبد الله تعالى وحده فإذا أيقن الإنسان بذلك ، فرغ قلبه لعبادة ربه ، وأزاح عن كاهله كابوس هم الرزق ، وجعل الهموم هما واحدا ، هم واحدا ، هم مرضاة ربه . والآيات والأحاديث في هذا المعني كثيرة منها :
قوله تعالى : " وفي السماء رزقكم وما توعدون J فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تتطقون ".
قال الحسن ـ رحمه الله تعالى ـ في هذه الآية : بلغني أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :" قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم بنفسه ثم لم يصدقوه !
قال الله تعالى : " فورب السماء والأرض إنه لحق " .
وقال الأصمعي : " أقبلت ذات مرة من مسجد البصرة فلطلع أعرابي جاف على قعود له متقلداً سيفه و بيده قوسه فدنا و سلم و قال : ممن الرجل ؟
قلت : من بني أصمع .
قال : أنت الأصمعي ؟
قلت : نعم .
قال : ومن أين أقبلت ؟
قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن .
قال : وللرحمن كلام يتلوه الآدميون ؟
قلت : نعم .
قال : فاتل على منه شيئا .
فقرأت " والذاريات ذروا " إلى قوله " وفي السماء رزقكم وما توعدون " .
فقال : يا أصمعي حسبك !! .
ثم قام إلى ناقته فنحرها وقطعها بجلدها ، وقال : أعني على توزيعها ، ففرقناها على من أقبل وأدبر ، ثم عمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما ووضعها تحت الرحل وولى نحو البادية وهو يقول :" وفي السماء رزقكم وما توعدون " .
فمقت نفسي ولمتها ، ثم حججت مع " الرشيد " ، فبينما أنا أطرف إذا أنا بصوت رقيق ، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي وهو ناحل مصفر ، فسلم على وأخذ بيدي وقال : اتل على كلام الرحمن ، وأجلسني من وراء المقام فقرأت : " والذاريات " حتى وصلت إلى قوله تعالى : " وفي السماء رزقكم وما توعدون "
فقال الأعرابي : لقد وجدنا ما وعدنا الرحمن حقا ، وقال : وهل غير هذا ؟
قلت : نعم ، يقول الله تبارك وتعالى : " فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " .
قال : فصاح الأعرابي وقال: يا سبحان الله ! من الذي أغضب الجليل حتى حلف ! ألم يصدقوه في قوله حتى ألجئوه إلى اليمين ؟ فقالها ثلاثا وخرجت بها نفسه !!!.
قوله تعالى : " وفي السماء رزقكم وما توعدون J فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تتطقون ".
قال الحسن ـ رحمه الله تعالى ـ في هذه الآية : بلغني أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :" قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم بنفسه ثم لم يصدقوه !
قال الله تعالى : " فورب السماء والأرض إنه لحق " .
وقال الأصمعي : " أقبلت ذات مرة من مسجد البصرة فلطلع أعرابي جاف على قعود له متقلداً سيفه و بيده قوسه فدنا و سلم و قال : ممن الرجل ؟
قلت : من بني أصمع .
قال : أنت الأصمعي ؟
قلت : نعم .
قال : ومن أين أقبلت ؟
قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن .
قال : وللرحمن كلام يتلوه الآدميون ؟
قلت : نعم .
قال : فاتل على منه شيئا .
فقرأت " والذاريات ذروا " إلى قوله " وفي السماء رزقكم وما توعدون " .
فقال : يا أصمعي حسبك !! .
ثم قام إلى ناقته فنحرها وقطعها بجلدها ، وقال : أعني على توزيعها ، ففرقناها على من أقبل وأدبر ، ثم عمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما ووضعها تحت الرحل وولى نحو البادية وهو يقول :" وفي السماء رزقكم وما توعدون " .
فمقت نفسي ولمتها ، ثم حججت مع " الرشيد " ، فبينما أنا أطرف إذا أنا بصوت رقيق ، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي وهو ناحل مصفر ، فسلم على وأخذ بيدي وقال : اتل على كلام الرحمن ، وأجلسني من وراء المقام فقرأت : " والذاريات " حتى وصلت إلى قوله تعالى : " وفي السماء رزقكم وما توعدون "
فقال الأعرابي : لقد وجدنا ما وعدنا الرحمن حقا ، وقال : وهل غير هذا ؟
قلت : نعم ، يقول الله تبارك وتعالى : " فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " .
قال : فصاح الأعرابي وقال: يا سبحان الله ! من الذي أغضب الجليل حتى حلف ! ألم يصدقوه في قوله حتى ألجئوه إلى اليمين ؟ فقالها ثلاثا وخرجت بها نفسه !!!.
وقوله تعالى : " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين " . أخبر ـ سبحانه وتعالى ـ في هذه الآية برزق الجميع ، والدابة كل حيوان يدب والرزق حقيقة ما يتغذى به الحي ، ويكون فيه بقاء روحه ونماء جسده . قيل لحاتم الأصم : من أين تأكل ؟
فقال : من عند الله .
فقيل له : الله ينزل لك دنانير ودراهم من السماء ؟
فقال : كأن ماله إلا السماء ! يا هذا الأرض له والسماء له ، فإن لم يؤتني رزقي من السماء ساقه لي من الأرض وأنشد :
فقال : من عند الله .
فقيل له : الله ينزل لك دنانير ودراهم من السماء ؟
فقال : كأن ماله إلا السماء ! يا هذا الأرض له والسماء له ، فإن لم يؤتني رزقي من السماء ساقه لي من الأرض وأنشد :
| ورازق هذا الخلق في العسر واليسر | وكيف أخاف الفقر والله رازقي | |
| وللضب في البيداء والحوت في البحر | تكفل بالأرزاق للخلق كلهم | 
وذكر الترمذى الحكيم في " نوادر الأصول " بإسناده عن زيد بن أسلم : أن الأشعريين أبا موسى وأبا ومالك وأبا عامر في نفر منهم ، لما هاجروا وقدموا على رسول الله صلي الله عليه وسلم في ذلك وقد أرملوا من الزاد ، فأرسلوا رجلا منهم إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم يسأله ، فلما انتهى إلى الباب رسول الله صلي الله عليه وسلم سمعه يقرأ هذه الآية : " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين " . فقال الرجل : ما الأشعريون بأهون الدواب على الله بأهون الدواب على الله . فرجع ولم يدخل على رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لأصحابه: أبشروا أتاكم الغوث ، ولا يظنون إلا أنه قد كلم رسول الله صلي الله عليه وسلم فوعده ، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملوءة خبزا ولحما فأكلوا منها ما شاءوا ، ثم قال بعضهم لبعض : لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم ليقضي به حاجته . فقالوا للرجلين : اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فإنا قد قضينا منه حاجتنا ، ثم إنهم أتوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ما رأينا طعاما أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به . قال : " ما أرسلت إليكم طعاما " . فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم ، فسأله رسول الله عليه وسلم فأخبره ما صنع ، وما قال لهم . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " ذلك شيء رزقكموه الله " .
قصة
" روى أن قوما من الأعراب زرعوا زرعا فأصابه جائحة فحزنوا لأجله فخرجت عليهم أعرابية فقالت : مالي أراكم قد نكستم رؤؤسكم ، وضاقت صدوركم ، هو ربنا والعالم بنا ، ورزقنا عليه يأتينا به حيث شاء ! ثم أنشأت تقول :
" روى أن قوما من الأعراب زرعوا زرعا فأصابه جائحة فحزنوا لأجله فخرجت عليهم أعرابية فقالت : مالي أراكم قد نكستم رؤؤسكم ، وضاقت صدوركم ، هو ربنا والعالم بنا ، ورزقنا عليه يأتينا به حيث شاء ! ثم أنشأت تقول :
| صما ململمة ملسا نواحيها | لو في صخرة في البحر راسية | |
| حتى تؤدى إليها كل ما فيها | رزق لنفس براها الله لانفلقت | |
| لسهل الله في المرقي مراقيها | أو كان بين طباق السبع مسلكها | |
| إن لم تنله وإلا سوف يأتيها | حتى تنال الذي في اللوح خط لها | 
ومن الأحاديث : عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله لي الله عله وسلم : " يا أيها الناس اتقوا الله ، واجملوا في الطلب ، فإن لن تموت حتى تستوفي رزقها ، وإن أبطأ عنها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم " وعن أبى الدراء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله " . ورواه الطبراني بإسناد جيد إلا أنه قال : " إن ارزق ليطلب العبد أكثر مم يطلبه أجله " . وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لو فر أحدكم من رزقه أدركه كما يدركه الموت " .
مالا وأنت بالأموال موعود
قد تحرم الأسد قسرا عن فريستها
وفي صخور الفيافي يرزق الدود
لا شيء أعجب في الأنام من رجل
يرجو الخلائق والخلاق موجود
حكاية
قيل : إن حاتم الأصم ــ رحمه الله قال لأولاده : إني أريد الحج . فبكوا وقالوا إلى من تكلنا ؟
فقالت ابنته لهم : اسكتوا دعوه فليس هو برازق إن الله هو الرازق . فباتوا جياعا وجعلوا يوبخون البنت ، فقالت : " اللهم لا تخجلي بينهم " .
فمر أمير البلد وطلب ماء فناوله أهل حاتم كوزا جديدا فيه ماء بارد فشرب ، وقال : دار من هذه ؟
فقالوا : حاتم الأصم .
فرمي فيها منطقة من ذهب . وقال لأصحابه : من أحبني فعل مثلي ، فرمي من حوله كلهم مثله !! فجعلت بنت حاتم تبكي !
فقالت لها أمها : ما يبكيك وقد وسع الله علينا ؟!.
فقالت : مخلوق نظر إلينا فاستغنينا ، أي : فما ظنك بالخالق جل وعلا الذي سخر لنا هذا المخلوق فعطفه علينا .
قلت : وهذا مقام جليل من مقامات التوكيل ، والثقة في الله تعالى .
قيل : إن حاتم الأصم ــ رحمه الله قال لأولاده : إني أريد الحج . فبكوا وقالوا إلى من تكلنا ؟
فقالت ابنته لهم : اسكتوا دعوه فليس هو برازق إن الله هو الرازق . فباتوا جياعا وجعلوا يوبخون البنت ، فقالت : " اللهم لا تخجلي بينهم " .
فمر أمير البلد وطلب ماء فناوله أهل حاتم كوزا جديدا فيه ماء بارد فشرب ، وقال : دار من هذه ؟
فقالوا : حاتم الأصم .
فرمي فيها منطقة من ذهب . وقال لأصحابه : من أحبني فعل مثلي ، فرمي من حوله كلهم مثله !! فجعلت بنت حاتم تبكي !
فقالت لها أمها : ما يبكيك وقد وسع الله علينا ؟!.
فقالت : مخلوق نظر إلينا فاستغنينا ، أي : فما ظنك بالخالق جل وعلا الذي سخر لنا هذا المخلوق فعطفه علينا .
قلت : وهذا مقام جليل من مقامات التوكيل ، والثقة في الله تعالى .
قال عامر بن عبد قيس : أربع آيات في كتاب الله إذا ذكرتهن لا أبالى على ما أصبحت أو أمسيت :
1ـ " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده " .
2ـ " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو " .
3ـ " سيجعل الله بعد عسر يسرا " .
4ـ " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " ، ومعنى حسبه : أي كافيه وهاديه .
والنبي صلي الله عليه وسلم يقول : " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا " .
وعن أبى ذر رضي الله عنه قال : جعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يتلو هذه الآية : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا J ويرزقه من حيث لا يحتسب " .
فجعل يرددها حتى نعست ، فقال : " يا أبا ذر لو أن الناس أخذوا بها لكفتهم " .
1ـ " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده " .
2ـ " وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو " .
3ـ " سيجعل الله بعد عسر يسرا " .
4ـ " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " ، ومعنى حسبه : أي كافيه وهاديه .
والنبي صلي الله عليه وسلم يقول : " لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا " .
وعن أبى ذر رضي الله عنه قال : جعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يتلو هذه الآية : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا J ويرزقه من حيث لا يحتسب " .
فجعل يرددها حتى نعست ، فقال : " يا أبا ذر لو أن الناس أخذوا بها لكفتهم " .
يقين أطفال الصحابة
روى أن صحابيا رأى طفلا في " المسجد " يصلى بخشوع وإتقان فقال له بعد صلاته : ابن من أنت ؟
فقال : إني يتيم فقدت أبي وأمي !.
فقال : أترضي أن تكون لي ولدا ؟
فقال : هل تطعمني إذا جعت ؟
قال : نعم
قال: وهل تكسوني إذا عريت ؟
قال : نعم
قال : وهل تحييني إذا مت ؟
فدهش الصحابي وقال : هذا ليس إليه سبيل
فأشاح الصبي بوجهه وقال : إذن اتركني للذي خلقني ثم رزقني ثم يحييني
فقال الصحابي : لعمري من توكل على الله كفاه.
روى أن صحابيا رأى طفلا في " المسجد " يصلى بخشوع وإتقان فقال له بعد صلاته : ابن من أنت ؟
فقال : إني يتيم فقدت أبي وأمي !.
فقال : أترضي أن تكون لي ولدا ؟
فقال : هل تطعمني إذا جعت ؟
قال : نعم
قال: وهل تكسوني إذا عريت ؟
قال : نعم
قال : وهل تحييني إذا مت ؟
فدهش الصحابي وقال : هذا ليس إليه سبيل
فأشاح الصبي بوجهه وقال : إذن اتركني للذي خلقني ثم رزقني ثم يحييني
فقال الصحابي : لعمري من توكل على الله كفاه.
الربط بين الأسباب والمسببات : 
وفي " الوصية " إثبات الأسباب والمسببات ، وإبطال قول من أنكرها ، فالرواية تقول : عن حبة وسواء ابني خالد ـ رضي الله عنهما ـ أنهما أتيا رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يعمل عملا يبني بناء !! وهذا من الأسباب.
ثم تقول الرواية :
فلما فرغ دعانا فقال : " لا تنافسا في الرزق ما تهزهزت رءوسكما ، فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ، ثم يعطيه الله ويرزقه " . وهذا من التوكل . فدل على أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل ، كما لا ينافيه دفع داء الجوع ، والعطش ، والحر ، والبرد بأضدادها .
وفي " الوصية " إثبات الأسباب والمسببات ، وإبطال قول من أنكرها ، فالرواية تقول : عن حبة وسواء ابني خالد ـ رضي الله عنهما ـ أنهما أتيا رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يعمل عملا يبني بناء !! وهذا من الأسباب.
ثم تقول الرواية :
فلما فرغ دعانا فقال : " لا تنافسا في الرزق ما تهزهزت رءوسكما ، فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشر ، ثم يعطيه الله ويرزقه " . وهذا من التوكل . فدل على أن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل ، كما لا ينافيه دفع داء الجوع ، والعطش ، والحر ، والبرد بأضدادها .
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ : " لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدرا وشرعا ، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل ، كما يقدح في الأمر والحكمة ، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكيل ، فإن تركها عجزا ينافي التوكيل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه ، ودفع ما يضره في دينه ودنياه ، ولابد مع هذا الاعتماد على مباشرة الأسباب ، وإلا كان معطلا للحكمة والشرع ، فلا يجعل العبد عجزه توكلا ، ولا توكله عجزا " وقد ثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لأحد أصحابه : " اعقلها وتوكل " .
والتوكل : اعتماد القلب على الله في جلب المنافع المضار ، مع الثقة بالله وفعل الأسباب :
والتوكل : اعتماد القلب على الله في جلب المنافع المضار ، مع الثقة بالله وفعل الأسباب :
| فلا مهرب مما قضاه وخطه | وكن بالذي قد خط باللوح راضيا | |
| وقد يتعدى إن تعديت شرطه | وإن مع الرزق اشتراط التماسه | |
| ولكنه أوحى إلى الطير لقطه | ولو شاء ألقي في فم الطير قوته | 
وقال الله تعالى : " فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " .
قال ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسير لهذه الآية : ـ " أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات، واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا إلا أن ييسره الله عليكم ، ولهذا قال تعالى : " وكلوا من رزقه " فالسعي في السبب لا ينافي التوكل وفي الحديث : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " ، فأثبت لها رواحا وغدوا لطلب الرزق مع توكلها على الله عز وجل وهو المسخر المسير المسبب " .
قال ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسير لهذه الآية : ـ " أي فسافروا حيث شئتم من أقطارها وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات، واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا إلا أن ييسره الله عليكم ، ولهذا قال تعالى : " وكلوا من رزقه " فالسعي في السبب لا ينافي التوكل وفي الحديث : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " ، فأثبت لها رواحا وغدوا لطلب الرزق مع توكلها على الله عز وجل وهو المسخر المسير المسبب " .
ودعا النبي صلي الله عليه وسلم أتباعه إلى الأخذ بالأسباب وترك التواكل ، وحذر من المسألة : 
- عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لأن يأخذ أحدكم أحلبه فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فكيف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه " .
- وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " ما أكل أحد طعاما خيرا من أن بأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده " .
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلي الله عليه وسلم فسأله ، فقال : " أما في بيتك شيء ؟ "
 قال: بلى . حلس نلبس بعضه ، ونبسط بعضه ، وقعب نشرب فيه من الماء .
 قال : " ائتني بهما " .
 فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلي الله عليه وسلم بيده ، وقال : " من يشترى هذين ؟ "
 قال رجل : أنا آخذهما بدرهم .
 قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من يزيد على درهم " مرتين أو ثلاثا .
 قال رجل : أنا آخذهما بدرهمين ، فأعطاهما إياه ، وخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاري ، وقال : " اشترى بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالآخر قدوما فأتني به " .
 فأتاه به فشد فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم عودا بيده ، ثم قال له : " اذهب فاحتطب وبع ، ولا أرينك خمسة عشر يوما " .
 ففعل فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " هذا خير لك من أن تجيء المسالة نكتة في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث : لذي فقر مدفع ، أو لذي غرم مفظع ،أو لذي دم موجع " . رواه أبو داود .
عفاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعلو همتهم : 
وهذا نموذج كريم ، عطر صفحات التاريخ بموقف خالد : قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : " لما قدمنا المدينة ، آخي رسول الله صلي الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع ، فقال سعد بن الربيع : إني أكثر الأنصار مالا . فأقسم لك نصف مالي ، وانظر أي زوجتي هويت ، نزلت لك عنها ، فإذا حلت تزوجتها .
فقال له عبد الرحمن : لا حاجة لي في ذلك ، هل من سوق فيه تجارة؟
قال : سوق " قينقاع " .
فغدا إليه عبد الرحمن ، فأتي بأقط وسمن ، ثم تابع الغدو ، فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة ، فقال رسول اله صلي الله عليه وسلم : " تزوجت ؟ "
قال : نعم
قال : " من ؟ "
قال : امرأة من الأنصار .
قال : " كم سقت؟ " .
قال : زنه نواة من ذب ، أو نواة من ذهب
فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : " أولم ولو بشاة "
وهذا نموذج كريم ، عطر صفحات التاريخ بموقف خالد : قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : " لما قدمنا المدينة ، آخي رسول الله صلي الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع ، فقال سعد بن الربيع : إني أكثر الأنصار مالا . فأقسم لك نصف مالي ، وانظر أي زوجتي هويت ، نزلت لك عنها ، فإذا حلت تزوجتها .
فقال له عبد الرحمن : لا حاجة لي في ذلك ، هل من سوق فيه تجارة؟
قال : سوق " قينقاع " .
فغدا إليه عبد الرحمن ، فأتي بأقط وسمن ، ثم تابع الغدو ، فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة ، فقال رسول اله صلي الله عليه وسلم : " تزوجت ؟ "
قال : نعم
قال : " من ؟ "
قال : امرأة من الأنصار .
قال : " كم سقت؟ " .
قال : زنه نواة من ذب ، أو نواة من ذهب
فقال له النبي صلي الله عليه وسلم : " أولم ولو بشاة "
هكذا كان أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم .. علموا أن من كرس حياته للحق والخير ، فعلمه عبادة ، وكل قطرة عرق تبذل فيه فهي آية جهاد ، توضع في موازين المرء مع صلاته وزكاته ، فالعمل هو وسيلة البقاء ، والوسيلة تتبع الغاية في رفها وخستها . مسك الختام روي عن على بن الموفق ـ رحمه الله ـ أنه قال : خرجت يوما لأؤذن فأصبت قرطاسا فأخذته ووضعته في كمي وأقمت الصلاة وصليت ، فلما قرأته فإذا فيه مكتوب :"بسم الله الرحمن الرحيم ، يا علي بن الموفق أتخاف الفقر وأنا ربك !".
 

إرسال تعليق