فيما تعكف أمم على تنمية عقولها اتجه بعضهم إلى تنمية أشياء أخرى كالمؤخرات والعضلات، وانتشر فيديو على يوتيوب يشرح أضرار حبوب «دردك» للبحث عن الجسم المثالي.
فبعد هوس النحافة جاء دور الهوس بزيادة الوزن لدى الفتيات خاصة في المغرب. ووفق ما أكده مغردون وإخصائيون فإن حبوب دردك «مخصصة في الأصل لتسمين المواشي كالأبقار ورغم ذلك عدد من النساء من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية تلجأ إلى هذا العقار». ويقول مغردون إن المرأة «تقضي على صحتها وأحيانا كثيرة على حياتها لتعجب الآخرين دون أن تكون معجبة بنفسها»، فتدفع الأموال الباهظة لعمليات التجميل وشفط الدهون من الجسم بهدف تنحيفه، وتموت آلاف الفتيات سنويا بسبب مرض فقدان الشهية العصبي «الإفراط بالأكل والتطهير». وأصبح دردك العقار السحري الذي تقبل عليه النساء من أجل تكبير مؤخراتهن، وذلك بعد أن أصبحت موضة المؤخرة الممتلئة رائجة مع ظهور ممثلات ومطربات عالميات يتمتعن بهذه الصفة.
مما فتح الباب أمام الانتهازيين إلى ترويج عقاقير مركبة وتحتوي على مواد ضارة، ويتم بيعها بصورة غير قانونية في الأسواق العربية.
ويؤكد معلقون أن موضة «دردك» أو حبوب تكبير المؤخرة «معروفة منذ سنوات في المغرب».. ويعيب مغردون على الفتيات اللاتي لا يلقين بالا بـ«حملات التوعية للتنبيه إلى مخاطرها والمحاولات الدائمة لوقف تهريب هذا الدواء، الذي يرجح أن مصدره هو الهند أو أندونيسيا».
ويعتبر البعض أن الدوافع وراء إقدام الفتاة أو المرأة على مثل هذه الخطوة واستخدام دواء مثير للجدل، هي إما الجهل او الرغبة الشديدة بقبول الآخرين لها.
وتقول مُعَلّقَة أن الأسباب في الغالب تعود إلى أن الفتاة تكون «غير راضية عن نفسها، وتريد نيل الإعجاب، في مجتمعات عربية يفضل فيها الرجال عادة المرأة الممتلئة». كما أن «نظرة المجتمع للفتاة شديدة النحافة هي نظرة سلبية كونها فاقدة لمكونات الأنوثة».
لكن الثمن باهظ، كما يقول البعض، لأن حبوب دردك أو ما شابهها تحوي على مواد مركبة، وقد تتسبب بإحداث أورام بالجسم وتؤثر على عمل الغدد وتعطلها، مما قد يتسبب بالوفاة في بعض الأحيان كما تتسبب بمرض السكري ونحافة العظام.
وفي أحد المنتديات المخصصة للنساء وتحت عنوان «تجربتي مع دردك» روت إحدى الفتيات ما حصل معها وقالت « أنا كنت نحيفة جدا وكنت أعاني من النظرة السلبية لي، واستخدمت الحبوب لمدة 4 أشهر وبدأت ألاحظ أن جسمي بدأ يسمن.. لكني لم أتوقف وأكملت استعماله عامين الآن أنا أعاني من داء السكري وهشاشة العظام وأعجز حتى على تسلق الدرج».
وأصبحت النساء اللاتي يستعملن هذه النوعية من الحبوب موضوع سخرية البعض على مواقع التواصل الاجتماعي حيث اتهمهم مغردون بالغباء.
أحد المغردين علق ساخرا «يعملن بمقولة.. الاهتمام بالمؤخرة يجعلك في المقدمة».
وقال أحد المعلقين «ما بال إخواني وأخواتي أصبحوا يتلقفون كل ما يضرهم بدون تفكير…» وذلك في إشارة إلى أن بعض الشبان أيضا يستخدمون حبوب دردك لتكبير عضلاتهم. في وقت سخر أحدهم بالقول «الأمم الناجحة تنمي عقولها ومن الناس من ينمي غير ذلك».